في اطار عملي واهتمامي بقضايا الجامعات المصرية وقضايا الطلاب داخل الجامعات المصرية وأثناء إعدادي لعمل حول الانتهكات المرتكبة ضد طلاب جامعات القاهرة الاربع في فترة الفصل الدراسي الماضي حاولت اجراء بحث علي مواقع منظمات حقوق الانسان - والتي اشرف بكوني احد الناشطين في احداهم - حول البينات التي اصدرتها هذه المنظمات حول قضايا الطلاب وبالاخص قضية أعتقال 180 طالب من طلاب جامعة الازهر علي اثر احداث العرض الرياضي بالازهر ، وكانت فاجعتي في انني لم اجد الابيان واحد واحد هزيل جدا حول هذا الامر والذي كان ملا سمع وبصر مصر كلها في حين انني وجدت العشرات من البيانات التي تتناول قضية المدون المصري كريم عامر (أو عبد الكريم نبيل سليمان ) .
وبدون الخوض في تفاصيل قضية كريم ودون الخوض ايضا في معتقداته - ويكفي الاشارة هنا الي أنه وصف نفسه بالالحاد في اكثر من مقال له - فمن حق اي واحد اي يعتقد في اي شئ لانه وحده سيتحمل نتيجه اعتقاده يوم الحساب ، ولكن ما احب التركيز حوله هو دور منظمات حقوق الانسان والقضايا التي تتبناها .
فهمل من العقل والمنطق ان تصدر عشرات البيانات من عشرات المنظمات المصرية والعربية والافريقية والعالمية حول قضية كريم وصدور عدد قليل جدا يعد علي اصابع اليد الواحده في قضية حقوقية تتعلق باكثر من 180 طالب وليس طالب واحد فقط ؟؟
السوال هنا لم كل هذا الاهتمام في قضية فرعية وكل هذا التجاهل في قضية اساسية كقضية طلاب الازهر ؟
وللاجابة علي هذا السوال المحوري يكفي ان نراجع مصادر تمويل هذه المنظمات التي تعمل في المجال الحقوقي ، فمن المعروف ان كل منظمات حقوق الانسان تقريبا هي منظمات اهلية لا تستهدف الربح ولهذا فهي تعتمد في مصادر تمويلها علي المساعدات والتي تكون في الاغلب الاعم مساعادات خارجية بسبب نقص الموارد المالية في مصر ، ولهذا فانه يحدث نوع من انواع التبني بين المنظمات المصرية والمنظمات العالمية العاملة في مجال حقوق الانسان حيث يلتزم الطرف الاول بالدفاع عن القضايا التي يتبناها الطرف الثاني في المقابل يلتزم الطرف الثاني بتوفير الدعم السخي لهذه المنظمات .
ومن ابرز الجهات الممولة لمنظمات حقوق الانسان في مصر هي هيئة المعونة الامريكية والتي تمول الاغلب الاعم من المنظمات المصرية العاملة في مجال حقوق الانسان .
اذن فان أحد اهم اساليب تحديد اولويات في المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان هو مصدر تمويل المنظمة ولا استطيع ان انكر انه توجد عوامل اخري كاحوال البلد وطبيعة الوقت والقضايا المثارة علي الساحه .
ومما سبق نستطيع ان نستشف تفسير قلة عدد وضعف لغة البيانات التي تتطالب الافراج عن طلاب الازهر او تساندهم وارتفاع عدد بيانات مناصرة المدون كريم عامر وقوة لهجتها .
ويكفي ان ننوه ان اعضاء من الكونجرس ابدوا قلقهم عن اعتقال كريم عامر وارسلوا خطاب احتجاج رسمي للسفير المصري بنيويورك في نفس الوقت التي لم يتحرك ولو فرد امريكي واحد لنصرة طلاب الازهر .
في النهاية لا استطيع ان انكر الدور الرائد لمنظمات حقوق الانسان في اي مجتمع متمدين واكرر اعتزازي بالانتماء لاحد هذه المنظمات ولكني ادعو المهتمين بالشان الحقوقي في مصر الي النظر اكثر الي القضايا الداخلية والبحث عن مصادر تمويل داخلية تتيح للمنظمات حرية اكبر في العمل .
بس انا بدعو لحقوق انسان عربية اسلامية بجد
ياريت انت الي تفهمني