حول حفل أفطار الأخوان

ياتي ميعاده في شهر رمضان من كل عام ، انه حفل الافطار الذي تنظمه جماعه الاخوان المسلمين والذي تدعوا اليه صفوة المجتمع السياسي المصري وتحرص دائما الجماعه ان يكون هناك تمثيلا لكل الوان الطيف السياسي المصري والاقباط ، أما ثاني الامور والتي تحرص عليها الجماعه ومنذ سنوات فهي اقامة الحفل باحد افخم فنادق القاهرة .
ولكن ياتي التساول الهام والحيوي جدا ... كم يتكلف اقامة مثل هذا الحفل في مثل هذه الفنادق ؟
ربما يستعصي الاجابة عليه بعلمي المحدود عن الحفل ولكن من الموكد انه يتكلف الالاف والتي قد تصل الي الي ارقام تكون من 7 ارقام وهو ما يثير التساول الاهم ولم كل ذه التكلفة ؟
ما اثار كل هذه التساولات بنفسي هو سوال برلماني فضل محسن راضي عضو مجلس الشعب عن الاخوان استقبال رمضان به حول موائد الافطار التي تقيمها الموسسات والوزارت والمصالح الحكومية والتي تكون في فنادق خمس نجوم - غالبا لا تصل لفخامة سيتي استارز الذي يقيم به الاخوان افطارهم - وطالب راضي في سواله الحكومة منع هذه الافطارات وتحويل اموالها الي مشاريع تنموية عاجلة .
الي هنا واتفق حرفيا مع النائب الاخواني ويذكرني خطابه هذا بما سمعنا عنه قبل 3 سنوات وسميت خطة ترشيد الاتفاق الحكومي فلو عرفنا الرقم الذي يصرف من قبل الموسسات الحكوميية وحدها علي الاجندات ونتائج العام الجديد سنصاب بصدمه كبيرة . ولكن السوال الاهم اليس من الاولي ان نبدأ بانفسنا ؟
علمني الاخوان في ايام العدوان علي فلسطين والعراق وكوسوفا من قبل والشيشان وافغانستان ان اصوم انا واهل بيتي يوم ونفطر في هذا اليوم علي الفول والطعمية ونوجه ما كان سيتكلفه طعام اليوم الي دعم اخواننا في هذه البلاد المنكوبة وغالبا ما كان يتم عمل مثل هذا علي مستويات كبيرة كالمحافظة او الحي ويتم جمع المبالغ والتبرع بها وتوسعت هذه الفكرة لتخرج من نطاق الاخوان وتنطلق الي طافة طوائف الشعب وهذه الفكرة تحقق أكثر من هدف فهي في الاصل توفر الدعم المادي لهولاء المحتاجين له ولا تكلف رب الاسرة مصاريف اضافية بل هو يتبرع بمصروف بيته في هذا اليوم كما انها تجعلنا اكثر شعورا باخواننا في هذه الاماكن .
والسوال الجديد الذي يطرح نفسه
لم لا يكون الاخوان اول من ينفذ اقتراح صالح علي نفسه ؟
لم لا يكون الاخوان من المطبقين لفكرة الافطار علي الفول ؟
أعلم جيدا ان افطار الاخوان يحقق من المكاسب الكثير والكثير واعلم جيدا ان الجماعه تنظره من العام للعام وتعد له جيدا وعلي اعلي مستوي ممكن ولذا فانا لا اقترح الغاء الافطار بل كل ما اقترحه هو جعل الافطار علي اشياء بسيطة في مكان بسيط فما المانع من ذلك ؟
وما المانع من ان توجه هذه النقود التي كان سيتكلفها الحفل الي اي مشروع تنموي داخل مصر ؟
أعلم ان الاخوان غير مقصرين في التبرعات والعمل الخيري ولكن ما المانع من الزياده ؟
وماذا سيحدث ان افطر صفوة المجتمع في هذا اليوم علي الفول ؟
فلا هم سيموتون من الجوع ... ولاهم ممن ينتظرون رمضان ليذوقون اللحم علي موائد الرحمن او بالاصح موائد الاخوان ؟
أعتقد ان صورة الاخوان بعمل مثل هذا ستصبح اكثر قربا من الشعب فلم تكن دعوه الاخوان يوما من الايام دعوه بعيدة عن الشارع نخبوية ولم تكن يوما نضال قاعات الموتمرات او قاعات الفنادق .
هذه التدوينة والتي يبدوا موضوعها غريبا بعض الشئ هي دعوه ليس للاخوان فقط وانما لكل مصري ان يفكر مليا في اموال طائلة تصرف علي اشياء ليس لها اي قيمة وهي مجرد ( منظرة فارغه ) اوقن انها لو صرفت في مصارفها الصحيحة ستعدل من وضع بلادنا كثيرا
واخيرا احب ان استشهد بمقوله للفنان عادل امام في مسرحية الواد سيد الشغال عندما سال خاله خادم القصر مين هياكل كل اللحمة الي في التلاجة ه ؟ قاله اهل البيت بيعمولوا عزومات كتير فظن سيد الشغال انهم يعزمون فقراء فقال له لا بل يعزمون عليه القوم فرد عليه قائلا

يعني ناس عندهم لحمة يعزموا ناس عندهم لحمة عشان ياكلوا لحمة !!!