الأحد، 10 يناير 2010

حقيقة ما جري في نجع حمادي


أعذروني علي التأخير في كتابة التدوينة لكني حاولت أن أجمع فيها كل ما أعرف وام شاهدت عن حادث نجع حمادي 
ونتاظروا قريبا الفيديوهات 





أقدر جدا صعوبة فهم ما جري علي أرض مركز نجع حمادي التابع لمحافظة قنا في الايام الثلاثة الماضية ، فالأمر وأن يظهر من الوهلة الأولي أنه مجرد حاث " طائفي " عادي جدا الا أنه وفي حقيقة الأمر وكما أتضح لي هو من أغرب الجرائم التي شهدتها مصر في الاونة الاخيرة حيث تشابكت فيها السياسة مع الدين والجريمة لتكون المحصلة جريمة بشعة تتجلي فيها أكبر معاني الأنحاطاط الذي من الممكن أن يصل اليه الجنس البشري .
لم يكن فهمي للوضع بالأمر الهين فالامر استلزم مني السفر أكثر من 1400 كم خلال يومين وتطلب مني الاستيقاظ لثلاثة أيام متواصلة ومقابلة العشرات من سكان نجع حمادي والقري المجاورة لذا فلن الوم علي القارئ – وأستستمح القارئ الا يلوم علي – ان وجد صعوبة في فهم الأمر .




الحدث :
لعل الحدث هو الامر الوحيد الذي لا يختلف عليه اثنان – ولو نظريا لاني وجدت في نجع حمادي من شكك في الامر علي لاصورة المعروفة لنا – ففي ليلة عيد القيامة المجيد يوم الخميس الأربعاء الماضي ولدي خروج جموع المسيحين بمدينة نجع حمادي من كنائس مار يوحنا والعذراء في حدود الساعة 10 وربع مساءا فتح شخص – ليس بالمجهول بالمرة لاهالي المدينة – ويدعي حمامة كمونة النار من سيارته الزيتي الفيات علي جموع الاقباط الذين تواجدوا في شوارع بورسعيد و30 مارس وبجوار مقر المطرانية التي تقع بين الكنيسيتين تقريبا ليقتل 6 مسيحين وفرد شرطة مسلم كان مكلف بحراسة الكنائس ويصيب نحو 10 أخرين .
وفي صبيحة اليوم التالي تشيع جثامين القتلي وسط أعمال شغب من قبل المسيحين حطموا خلالها مستشفي نجع حمادي وبعض المحال التجارية التي كانت في طريق الجنازة وتحدث بعض المصادمات بين قوات الأمن والأقباط ، ومناوشات محدودة من قبل بعض المسلمين ممن قذفوا الجنازة بالحجارة .
في فجر اليوم التالي – يوم الجمعة – وصلت الي مدينة نجع حمادي لاجدها وعلي غير عادتها هادئة هدوء مشوب بالحذر ، فالشوارع خالية تماما وكل المحال بلا اسثناء مغلقة ولا يوجد صوت بالشارع الي صوت ترانينم دينية ضعيف سمعته يخرج من بين جدران كنيسة العذارء بشارع 30 مارس لاعرف بعد ذلك أنه صوت لاصلاة اليومية في الكنيسة وأصوات أخري ضعيفة تخرج من بعض البيوت لتسجيلات لتارنيم دينية مسيحية .
مضيفي – القبطي – حرص أن يروي لي تفاصيل ما حدث موكدا في الوقت نفسه أن من فعلها هو حمامة كمونة وأنه لا يمكن لاي أحد من سكان نجع حمادي أن يخطئه ولا يخطئ سيارته الزيتي ، وعندما سالته عن السبب وهل هو طائفي قال لي " حمامة ليس له علاقة بالدين وانه عمره ما ركعها وان حمامة بالتاكيد هو مستاجر " وعندما سالته عن من استاجره أكد لي انه لا يعرف علي وجه اليقين من هو لكن الجميع يعرف في نجع حمادي أن حمامة هو الذراع الايمن لعبد الحميد الغول عضو مجلس لاشعب عن الحزب الوكني في الدائرة .
من كلامي مضيفي واسرته تيقنت من عدة أمور أهمها أنهم يترحمون كل بضعة دقائق علي أيام المحافظ السابق عادل لبيب ويلعنون كل لحظة يقضونها في ظل حكم المحافظ الحالي – بالرغ من أنه قبطي – وعندا كنت اتحدث مع أي شخص كان دائما ما يقول لي " الله يرحم أيام عادل لبيب مكنش حد يستجري يعمل كده في عهده " ، اما الامر الاخر الذي تيقنت منه هو مدي كره أقباط نجع حمادي للنائب الغول – لم اتمكن من استقصاء من مشاعر المسلمين تجاهه – وتقنهم من انه من كان وراء الحدث وان أختلفت التفسيرات وراء اقادمه علي ذلك وهو ما سافصل له لاحقا .
وبعد جولة سريعة في المدنية ومشاهدتي لبعض اثار المذبحة التي حدثت مساء الخميس كاثار دماء أحد القتلي بشارع 30 مارس واثار الرصاصات باب أحد المحال بجوار المطرانية – وبالمناسبة كان أسم المحل المدينة المنورة – توجهت فورا الي المرطرانية لمقابلة الانبا كرلوس – مطران نجع حمادي - لاعرف رأي الأقباط الرسمي فيما حدث
في المطرانية حظينا بحفاوة وكرم ضيافة من الأباء الكهنة الذيت تواجدوا بمقر المطرانية لحظة وصولنا وأخبرونا أن المطران في طريقة الان الي المطرانية قادما من مدينة الاقصر حيث حطت الطائرة التي حملته من القاهرة حيث كان يقابل البابا شنودة ليطلعه علي ما حدث ويستشيره في الخطوات القادمة .
داخل مقر المطرانية تقع عينيك أينما توجهت علي صور للمحافظ السابق "لبيب " واغلبها صور تجمعه مع المطران ولكن الاغرب انه لا توجد صورة واحدة داخل مقر المطرانية للمحاظ الحالي وهو ما فسره لي أحد الاباء الكهنة بالحب والتقدير لاذي يحمله مسيحي نجع حمادي والانبا للمحافظ السابق .
وفي دقائاق انتظارنا والتي طالت لنحو الساعة استمعنا الي شهادات بعض الاباء الكهنة حول ما حدث في ذلك اليوم المشوم فالاب لوقا مثلا حدثني عن تخوفات المطران الانبا كرلوس والتهديات التي وصلته ودلل علي ذلك باصدار الانبا كرولس تعليماته في أجتماع الكهنة الاخير بان تنتهي قداسات العيد في الساعه 10 والربع بدلا من 12 ونصف صباحا وان ينبه علي الشعب القبطي ان يستمر في صيامه حتي الثانية عشرة بالرغم من أنه طقسيا لابد أن يستمر القداس الي ما بعد الساعه 12 صباحا وان يمتد لدقائق في اليوم الجديد .
وحضر الانبا كرلوس والذي حرص علي قابلتنا فور وصوله بالرغم من أجهاده ، للحظة الاولي يعجب لاشخص بهذا الرجل طويل اللحية – لم اري في حياتي لحية في طولها – أستقبنا بابتسامة وحفاوة رغم الحزن الذي كان يملا كل حرف من كلامه كلام الانبا كرلوس لم يكن ليختلف كثيرا عما سمعناه من الذيب سبقوه في الحديث معنا ، نفس التفاصيل ، نفس الاحداث لا أختلافات الا ان بعض النقاط التي تحدث عنها الانبا وجب التوقف عليها قليلا .
النقطة الاولي والاهم هي علاقة الانبا بالحزب الوطني ومواقفه السياسية ، فبالرغم من جام غضبه الذي صبه علي الامن والقيادات الامنية الذين فشلوا في تامين الصلاة بالرغم من اخباره لهم بوجود تهديات أمنية وبالرغم من صبه جام غضبه علي المحافظ الا أنه عاد وأكد علي تايده للحزب الوطني وللرئيس مبارك وحكي لنا واقعة حدثت في عام 2006 في الانتخابات الرئاسية عندما خرج من المطرانية فوجد لافتتات تايد لنعمان جمعة مرشح الوفد علي مقعد الرئاسة فغضب جدا وذهب وقابل المحافظ ولامه ولام القيادات الامنية والتنفيذية في المحافظة وقال لهم بالنص ووفق كلامه " أنتم شغالين عن الراجل ده وبتقبضوا منه ولو مشي أنتم هتمشوا ولازم تقفوا جنبه " !! وعلامتي التعجب بالطبع من عندي وكان ردهم
أنهم موظفين ولا يجوز لهم التدخل في العملية الانتاخبية !!!! وعلامات التعجب برضه من عندي ولكنه اتفق معهم علي السماح له بموتمر جماهيري أمام المطرانية لتايد الرئيس .

موقف المطران وضعني أمام المشهد المسيحي المتاد في مصر منذ عشرات السنين فالمسيحين في مصر رغم أقتناعهم بان الحزب الوطني لا يوفر لهم حقوقهم ولا يعمل علي مبدأ المواطنة التي يتشدق بها طوال النهار الا أنهم في الوقت نفسه يويدون الحزب والرئيس ونجله من بعده دون الوقوف ولو للحظة للتفكير في نهاية هذا التايد  ، البعض يربط الامر بفزاعة الاخوان وانه لا يوجد خيارات سوي الاخوان أو الحزب الوطني ولكن السوال الم يحين الوقت لتخرج قوي ثالثة وهل يمكن لمسيحي مصر أن يكونوا هم أحد دعائم تلك القوة ؟\
الموقف الاخر للأنبا حدث بعد لقائنا بعدة ساعات وعندما عدت للمطرانية لتفقد الاحوال وجدت العشرات من الاقباط في الخارج والاصوات تتعالي البعض يطالب بالتظاهر السلمي والبعض يرفض وهنا خرج المطران من غرفته وتحدث بصوت عالي الي متزعم تيار المطالبين بالتظاهر قائلا له انا عارفك يا فلان أنت غلبان وابوك فلان غلبان ملكش دعوة بالكلام ده وعندما قال له الرجل لاذي تجاوز عمره العقد الثالث ببضعة سنين " يا سيدنا مش ممكن نسكت عن حقنا ولازم نعبر عن راينا " فاجأ المطران الجميع بضربه للرجل بالقلم علي جبهته علي مرأي من الجميع قائلا له محدش يقول لي مظاهرات لا سلمية ولا غيره الي عايز لازم يجيب تصريح من مدير الامن والي هيتظاهر هيبقي ارتكب خطية ، وما كان من موقف الرجل الا ان قبل يد المطران !!!
اترك التعليق علي الموقف السابق للقراء لانتقل سريعا للحديث حول ما حدث من بعد عصر يوم الجمة حيث اندلعت فجأة مظاهرة صغيرة أمام المطرانية تجمع فيها بعض الشباب بشكل عفوي متجاهليناوامر المطران وهنا خرج المطران وحاول التهدئة وعندما فشل " بالرغم من تهديه لهم بالوقوع في الخطية " دخل المطران مرة أخري الي مقر المطارنية وبدأ تعامل الامن مع المتظاهرين ، ولا انسي هنا مقوف أحد رجال الدين وهو يسحب أحد المتظاهرين قائلا له " روح لبيتك يا بن فلان د هابوك راجل غلبان " وقبل أن يتم عبارته تدخل ضابط يرتدي الزي المدني وقام بابعاد رجل الدين وضرب الشاب قائلا للرجل الدين " ما انتوا بقالكم ساعة بتتكلموا معملتوش حاجة سيبونا بقه احنا نتصرف " .
وفي سرعة مذهلة اشتعلت الاحداث وتواليت فمن تظاهرات صغيرة في الشوارع الرئيسية في المدينة ومطاردات الامن لها الي مواجهات كبيرة بمنطقة السوق الي أحداث شغب بقرية بهجورة والتي انتهت قبيل فجر السبت بوفاة أحد لاسيدات مختنقة بالغاز .
ولكن قبل القفز الي أحداث بهجورة يجب التوقف قليلا عند أحداث السوق حيث أنها الاحداث الوحيدة التي اشترك فيها المسلمين لكي نقف علي موقف المسملين من الاحداث .
في السوق كانت المواجهات بشكل اساسي بين فريقين الامن من جهة والمسلمين الذين يشكلوان الاغلبية في تلك المنطقة من جهة ، الامن حاصر المنطقة ومنع الدخول والخروج منها الا انني استطعت التسلل اليها بواسطة دراجة نارية لمحاولة الوقوف علي ما يحدث بالدخل ، في الدخل كانت مجموعات من المسملين يحملون سنج ومطاوي وشوم يجوبون الشوارع ويبحثون عن الامن والصحفيين في بداية الامر لم افهم الامر ولكن عندما سالت فهمت أن هولاء هم عائلة القتلة الذين ارتكبوا الجريمة والذين يسكنون بشكل رئيسي في السوق والساحل بالاضافة لاي بعض البلطجية من تلاميذ كمونة وبعض الباعة الجائلين وماسحي الاحذية .... الخ " من الي بيهيصوا مع الهيصة " علي حد وصف كلام المطران لي في الصباح عندما سالته عن ما قيل عن قذف جنازات المتوفقن بالحجارة فقال لي الموضوع بيبقي من شوية عيال صيع من الباعة الجائلين والبلطجية وماسحي الاحذية مش فاهمين حاجة
ولعل تلك المطاردات هي ما دفعت بع الصحفيين الي الالتجاء الي منازل بعض الاقباط في تلك المنطقة خوفا من أن يبطش بهم البلطجية وكان منهم أحمد جمعة مصور الدستور .
وتوالت الاحداث وبقيت بعد التساولات المهمة
1-   هل الحادث طائفي ؟
وفق ما شاهدت ووفق كلام المطران الحادث لم يكن طائفي بالمرة ولكن ما اعقبه من مناوشات كرمي الحجارة علي الجنازة واحداث السوق هي ما يمكن أن نضعها في خانة الطائفية ، أما رايي أنا فالحادث هو نوع جديد من الحوادث يشبه الي حد كبير ما حدث في المحلة ايام 6 و 7 ابريل 2007 حين انتفض الاهالي ضد الامن الجديد في لامر فقط أن من أنتفض هم طائفة واحدة وهي المسيحين .
ولعل لا دليل علي ذلك أكثر من أجابات من قابلتهم علي سوال واحد حرصت علي سواله للجميع " أنت مشكلتك مع مين ؟"
فالمسيحين أكدوا أن مشكلته مم عالقتلة الامن والمسلمين أكدوا أن مشكلتهم مع الامن وانه لا توجد مشكلة مع اصحاب الدين الاخروهو ما أكده لي اقارب الضحايا الستة الذين حرصت علي لقائهم – وأن كنت اعتقد رغما عن كل ذلك أن هناك أحتقان طائفي في نجع حمادي كما في مصر كلها -   .
2-   هل معني ذلك أن ننكر الاحداث الطائفية ؟
بالطبع لا فمصر بلد طائفي والصريون طائفيون ولكن هذا الحادث بالذات اكبر من كونه طائفي وانا مومن ان كمونة سوف يموت هو وشركائه ويموت سر الحدث معهم . 



هناك تعليقان (2):

mido يقول...

المتهمين نفوا التهمة الموجهة ليهم و انهم اجبروا على تسليم نفسهم خوفا على عائلاتهم

الحادث مش طائفى ازاى ؟

!!!!!

غير معرف يقول...

الحقيقة لازم تغير التسمية من الحزب الوكني الي الحزب الوثني .

شارك مع اصدقائك

Share |