الثلاثاء، 29 يناير 2008

تفاصيل رحلة غزة


بصراحة كنت مكسل جدا اكتب التفاصيل
بس الحمد لله رفيقة الرحلة الصحفية النشيطة سارة كتبت التفاصيل تعالوا شوفوا سارة كتبت ايه
طبعا ده مش كل التفاصيل بس التفاصيل الي ممكن تتقال في الاعلام الباقي ممكن يودينا وراء الشمس
الجمعة ... الموافق 25 يناير
رحلة غزة كانت مفاجئة بكل معنى الكلمة او بمعنى أصح اقتحام المعبر يوم الأربعاء فجراً كان مفاجئ و كنا متوقعين إغلاقه بمنتهى السرعة لكن لم يحدث ذلك والحمدلله، جاءتني أخبار ان القوافل الإغائية متجهة إلى رفح المصرية بأعداد مهولة و كنت قد انتهيت تواً من امتحانات نهاية الفصل الدراسي، حاولت أن ألتحق باحداها لكن لم يحالفني الحظ لم ننم طوال يومي الاربعاء و الخميس حتى أتصلت بالأخ الزميل احمد عبد الفتاح و كان قد قرر الاتجاه وحيدا إلى العريش ثم إلى رفح المصرية صباح يوم الجمعة و هنا أصررت على الذهاب معه وفعلا تقابلنا أمام مبنى الأهرام في تمام الساعة 6 ونصف صباحا ومنه اتجهنا إلى ميناء القاهرة البري و هناك وجدنا أعدادا هائلة من الفلسطينيين لدرجة ان الميناء أقام رحلة إضافية إلى العريش وركبنا السوبر جيت متجهين إلى العريش في تمام الساعة 8 ونصف صباحا ونحن في حالة من تخبط المشاعر لم نكن نصدق أن أقدامنا ستطأ الأراضي الفلسطينية وكنا كلما واجهنا كمينا للشرطة أو الجيش على الطريق كنا نستعد للنزول والعودة ادراجنا مرة اخرى إلا أن الله كان قد كتب لنا زيارة قطاع غزة واستجاب لدعائنا والحمدلله
الطريق إلى العريش
وصنا في تمام الساعة 12 ظهرا إلى نقطة شمال سيناء بعدما عبرنا كوبري مبارك السلام الذي يربط بين مصــر و سيناء وهناك كان لنا مسلسل طويل مع التفتيشات و اثباتات الشخصية، وقفنا في نقطة شمال سيناء أكثر من ساعتين تقريبا وكنا نشاهد كل قوافل و ناقلات الاغاثة و هي تعود ادراجها بعد أن منعتها السلطات المصرية هناك من العبور إلى شمال سيناء، وجاءتنا أخبار عن ايقاف رحلة اغاثة اتحاد الأطباء العرب ونقابة الأطباء المصريين و فريق قناة أوربيت قبل كوبري السلام و منعهم من العبور و استكمال طريقهم إلى الحدود المصرية
كانت الكثير من تريلات الأطعمة و الأدوية قد اوقفت إلى جانب ناقلات السولار والبنزين التي منعت تماما حتى تلك المتجهة إلى تزويد محطات الوقود في العريش وما بعدها حيث علمنا أن شمال سيناء يعاني نقصا حادا في الوقود و المحروقات لان الفلسطينيين قاموا بتحميل كميات كبيرة جدا منه إلى قطاع غزة الذي يعاني هو الآخر من نقص حاد في السولار
رفح المصرية ومنها إلى الداخل الفلسطيني
وصلنا رفح المصرية الساعة 4 إلا ربع تقريبا ومنها ركبنا ميني باص مخلع إلى معبر رفح الحدودي حيث الظلام الحالك ، كنا ماشيين نخبط في بعض ، في طريق ترابي مشيا على الاقدام وهناك وصلنا إلى السلك الشائك الحدودي وهناك شاهدنا قوافل الاغاثتا التي وصلت
قوافل الاغاثات
ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ، معرفش المصريين دول جابوا كميات الاغاثة دي منين كل محافظة من 26 محافظة في الجمهورية باعتين تريلات اغاثة كل واحدة فيهم مقطورتين دة على الاقل غير اني اول مرة اعرف ان البدو دول رجالة كانوا بيشتغلوا طول الليل في نقل الاغاثات و المساعدات و كمان بيروحوا يشتروا طحين ورز و سكر من العريش و يعدوا يعطوه للفلسطينية ، خلية نحل كانت تعمل على معبر رفح ، لأول مرة اشعر ان القضية الفلسطينية لم تمت بقلوب المصريين بل مازلت بداخلهم حبيسة بسبب الحكام الخونة و العملاء
رفح الفلسطينية
وصلنا الحدود التي تفصل بين مصر و فلسطين وكانت أول الأحداث التي جرت هي بين الفلسطينية و الجشي المصري حيث كانت محاولة الجيش للسيطرة على المعبر و إغلاقه وهنا وقف الفلسطينيون واضطروا إلى ضرب أفراد الجيش بالحجارة حيث أصيب 35 جندي مصري واطلقت عدة طلقات رصاص في الهواء لتفريق الطرفين ولم يحدث أن تم اطلاق نار على الجيش المصري لم يحدث على الاطلاق
وبمجرد وصولنا أيضا قام الطيران الإسرائيلي بقصف رفح الفلسطينية في منطقة قريبة جداااا من الحدود وأطلق صاروخا على إحدي السيارات على الطريق المتجهة من الحدود إلى داخل غزة و استشهد 4 فلسطينيين كان احدهم من كتائب شهداء القسام على حسب ما قيل لنا عندما سألنا عن مصدر صوت الهزة التي عرفنا بعدها انها مجرد دوي انفجار و قصف طيران إسرائيلي لابد و ان نتعود عليه طالما قررنا البيات ليلاً داخل غزة وقفزنا من فوق السور الواقع خلف السلك الشائك وأصبحنا في فلسطين
الجدار الحدودي و منه إلى ميدان الساحة في وسط غزة
ظلام حالك في هذه المنطقة وبطول قطاع غزة حال دون رؤيتنا لملامح المدينة التي كانت تغوص في الظلام والهدوء الحادين نتيجة قطع التيار الكهربائي عنها إلى ان انفجرت عبوة ناسفة في منطقة تسمى منطقة الجوازات وعلمنا أنه لم تقع إصابات وكان مجرد دوي انفجار آخر وهنا ادركنا ضرورة تعودنا على تلك الأصواب المرعبة في ليل غزة ، وصلنا الساحة ورأينا أفراد القوة التنفيذية لحركة حماس الذين كانوا منتشرين بشكل ضئيل جدا لتنظيم السيارات و المرور و الحفاظ على الأمن وهم عبارة عن أبواب متحركة على قدر من الضخامة يرعب كل من لم يتعود على رؤيتهم في الشوارع هم وأسلحتهم الرشاشة و المسدسات حينما تمشي في شوارع غزة وترى من حولك لتجدهم مسلحين فلا تستغرب الأمر كثيرا بالأسلحة تباع في السوق مثل الجرجير
بيتنا الليلة في بيت احد الفلسطينيين العاملين في وزارة الصحة وبصراحة قام بالواجب و زيادة وهو المعهود عن الشعب الفلسطيني من الجود و الكرم و أكلنا زيت و زعتر و زيتووووووون و من حظنا كان هذا اليوم الأول الذي يرجع فيه التيار الكهربائي ليلاً إلى المنطقة التي يسكن فيها
صباح غزاوي
هل الصبح علينا في غزة الجميلة بعد ان تنشقنا رائحة الفجرية في فلسطين الإباء والرباط وقضينا بضع ساعات من بعد صلاة الفجر مع العائلة والأطفال الصغار و غنينا اناشيد من التراث الفلسطيني و قمنا صباحا متجهين إلى مستشفى الشهداء او مثلما يسمونها مستشفى الشفاء و رأينا حالة المستشفى من نقص في الامكانيات البشرية و الأدوية و الأجهزة وحاجتها الماسة لأنواع كثيرة من أدوية الفشل الكلوي والسرطان و أدوات الجراحة و على الرغم من ذلك فقد علمنا أن السلطات المصرية أوقفت قوافل الاغاثة التي كانت تحمل الدواءعلى الحدود و لم تسمح لها بالمرور لتوصيلها إلى فلسطين و من ثم إلى المستشفيات هناك
توجهنا بعدها إلى المجلس التشريعي حيث قابلنا السيدة أم نضال عضو المجلس و ام ثلاثة من اشهر شهداء غزة و قابلنا الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس بالإنابة و رأينا عددا من افراد الكتيبة الخاصة بحماية المجلس
توجهنا بعدها إلى إذاعة صوت الأقصى و دخلنا استوديوهاتها الإذاعية و قابلنا المسئولين فيها و رحبوا بنا جدا و عرفنا انها مستهدفة من الصواريخ الإسرائيلية في أي وقت
ومن هناك طلعنا على مكتب رئيس ديوان رئيس وزراء حكومة حماس و طلبت منه كوفية حماس فلم يتأخر و قام بنفسه للبحث عنها واتجهنا بعدها إلى مكتب المتحدث الرسمي باسم حكومة حماس الاستاذ سامي أبو زهري و تحدثنا معه عن الوضع وكيف ستتولى الحكومة مسألة توزيع الاغاثات وبعدها ذهبنا إلى وزارة الصحة الفلسطينية وكانت تلك اخر محطاتنا في غزة حيث توجهنا بعدها لتناول الغداء ومنه إلى رفح وهذه المرة كانت في النور و رأينا كل الطريق و رأينا البحر من بعيد و كانت اعيننا ترى المستوطنات الإسرائيلية المبينة على التلال العالية في الأرض المغتصبة و رأينا غزة المحررة وجميع المستوطنات الي تم تحريرها من اليهود و عودتها إلى الحكم العربي و خانيونس و الشوكة و حي البرازيل ومحطة الكهرباء و المدارس وكذلك العمارات التي تعرضت للقصف الجوي و المدفعي من القوات الإسرائيلية وأخيرا رأينا الجدار الحدودي الفاصل بين الجهة المصرية و الفلسطينية و كانت أول مرة في حياتي أرى فيها معبر رفح من الجانب الآخر ويارب ما تكون أخر مرة و المرة الجاية نصلي في القدس العتيقة بعد التحرير
صور غزة
العودة
بعدما قضينا 23 ساعة على أرض غزة اتجهنا إلى رفح المصرية للعودة إلى بيوتنا في القاهرة وجدنا على الطريق من رفح المصرية إلى العريش الاف مؤلفة من الفلسطينيين يقعون المسافة بين رفح و العريش البالغة 45 كيلو مشيا على الأقدام بعدما واجهوا منعا مشددا من السلطات المصرية من العبور إلى العريش وهنا لجأوا إلى المشي للتخلص من رقابة ضباط الشرطة الذيت لا يتفاهمون و كل ما عليهم تنفيذ الأوامر بالحرف الواحد وهي منع جميع الفلسطينين غير الحاملين للاقامات المصرية من الذهاب إلى العريش وصلتنا اخبر العريش التي تنبئ بكارثة على المستوى الانساني من حيث نقص الأغذية الحاد جراء توافد الفلسطينيين في اليوم الأول والثاني لفتح المعبر و كارثة أخرى وهي عدم وجود بنزين و سولار في المدينة حيث علمنا من أصحاب المكروباصات و السيارات أن من يريد تموين سيارته فلن يجد أمامه أقرب من اي محطة بنزين غير محطات القنطرة شرق البعيدة تماما عن منطقة العريش و ماحولها وعلى الرغم من كل ذلك فالشرطة والجيش على نقطة شمال سيناء وكوبري مبارك السلام منعت جميع ناقلات البضائع والسولار في طريقها إلى العريش لامداد مدن وقرى شمال سيناء بمختلف الأطعمة والمشروبات وكذلك البنزين والسولار وسبق أن واجهت الحكومة بسبب غباءها في التعامل مع اهالي سيناء و البدو الكثير من المعارك التي كلفت أرواح ضباط الشرطة و البدو في نفس الوقت واذا تم تجويع البدو والعرايشة هذه المرة فسيكون غداؤهم الأمن المركزي وربنا يستر
علمنا في هذه اللحظات ما قامت به قوات الأمن المصرية في العريش صباح يوم السبت حيث قطعت الكهرباء عن المدينة بالكامل وأغلقت المحلات ومنافذ بيع أي شيء ليس تضامنا مع أهالي غزة ولكن لاجبار الفلسطينيين على العودة أدراجهم
الطريق كان مليئا بنقاط التفتيش خاصة نقطة شمال سيناء وهناك كان النزول إلى العراء ينتظر كل الفلسطينيين الذين استطاعوا اجتيار نقاط التفتيش السابقة متجهين إلى القاهرة وكانوا يقفون انتظارا لمصير لا يعلمونه على أرض مصــر
المعبر يمثل شوكة في حلق الحكومة المصرية فقد وجدنا على الطريق الالالافا من سيارات التعبئة العامة للأمن المركزي تتجه إلى شمال سيناء و تتمركز في نقاط التفتيش على طول الطريق الواصلة بين رفح المصرية و العريش وأخشى أن يكون التساهل في فتح المعبر و عدم إغلاقه مجرد دعابة او مؤامرة خبيثة مع الشعب الفلسطيني فالمنظر ينبئ باقتراب موعد إغلاق المعبر واعتقد أن ذلك سيتم بالقوة و العنف مع الفلسطينيي و اعتقد أن عدد قوات الأمن المركزي الذي ذكرته الجزيرة وهو 6 الاف عسكري غير صحيح وأكثر من ذلك بمراحل لما رأيته من اعداد مهولة من العساكر ولخبرتي السابقة مع أمن مركزي مظاهرات القضاة ونطلب الستر من الله ، وهنا القاهرة يا أهل غزة تؤيدكم و تناصركم و تشد من أزركم إن الله مع الصابرين
تمت


هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

تسلم ايدك يا سارة يا حبيبتي كنت اقفز علي الكلمات قفرا اود ان اعرف ما تم هنا وهناك انتي اوجزتي قليلا احمد حكي تفاصيل تهمنا.. ولي عليك عتاب الم يكن اولي بك ان تاخذيني معك ربنا يكرمك ويجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله واردد معك اللهم بلغنا شهادة علي اعتاب المسجد الاقصي ..هذه الرحلة جعلتني اشعر ان هناك امل واشعر ان القدس ليست بعيدةعنا كما كنت اطن

فلسطينية الهوى يقول...

قرأتها عند سارة

بس مستنية بقية التفاصيل اللي تودي في داهية

غير معرف يقول...

عايزة اقول حاجة
وانا صغيرة كان عندي يقين اني ف يوم رايحة هناك.. وكبرت باليقين ده..بجد رحلتكو عملت فيا حاجات كتيرة أوي
هنيئا مريئا عليكو الرحلة، وربنا يكتبهالنا.. وأهم ما في الرحلة رؤيتكو لأم نضال..انا لو اعرف كده كنت بعتلها معاكو السلام،، ليا معاها أيااااام.. مبروك عليكو الزيارة بجد من قلبي مبروك عليكو

عاشقة القمر يقول...

انا كمان يا أحمد زي ما انت كنت مكسل تكتب كنت مكسلة اقرا بس بجد اول ما بدأت اقرا شدني الكلام جدا وماقدرتش اسيبه غير اما اخلص للآخر .. بجد رحلة رائعة .. ربنا يجعلها في ميزان حسناتكم .. وفعلا يا سارة بكلامك عن المصريين عاملين ازاي عند المعبر وبيساعدوا ازاي حسستيني ان بجد لسه جواهم مشغولين بالقضية الفلسطينية ومستعدين يعملوا عشانهم بس تجيلهم الفرصة .. شكرا جدا جدا على تفاصيل الرحلة .. ومرة تانية ربنا يجازيكم عنها كل الخير .. ويكتبهالنا زي ما قالت ميهو ..

مقاومة يقول...

الله يكرمكم يا جماعة و يكتبها لكل مشتاق يارب وعلى قد فعلا ما كنت فاكرة ان الكلام كتير اوي و محدش هايقرا على قد ما بشكركم على تكملة قصة الرحلة للنهاية والمرة الجاية كلنا نكون في الأقصى
اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات

شارك مع اصدقائك

Share |