إنه مولد سيدي الأنتخابات ، الكل ينادي علي بضاعته ... قرب قرب قرب هنا مرشحين الوطني هنا بتوع الحكومة ... وعلي الجانب الاخر .. شرع الله عز وجل الإسلام هو الحل ..
ولكن النداء لا يتوقف هنا علي المجامع الانتخابية ومؤتمرات المرشحين ولكن الامر يتطور - بحكم التقنية - الي ساحات جديدة أكتشفها كلا من أطرف العملية الانتاخبية .. انها ساحة الشبكات الاجتماعية علي الانترنت .
لست هنا بصدد تحليل اداء الحزب الوطني علي الشبكات الاحتماعية علي الانترنت فادائهم معروف بضعفه ، كما أنهم لا يحتاجون - علي الاقل نظريا - وسائل الدعاية علي الانترنت بعد توافر كافة وسائل الاعلام التقليدية تقريبا لهم ، أنما انا هنا بصدد تحليل أداء الأخوان - القوي السياسية الاكبر في مصر من حيث الكم ومن حيث استخدامها للأنترنت كوسيلة اعلام وحيدة تملكها .
الاخوان ومما لا شك فيه أكتشفوا الانترنت كوسيلة وحيدة للتعبير عن ارائهم وكوسيلة اعلامية وحيدة استطاعوا النفوذ منها الي العالم بعد وقف جريدتي الشعب وافاق عربية اللتان كانتا تنطقان باسمهما حيث دشنوا موقعهم الرسمي باللغة العربية إخوان أون لاين في العام 2002 اعقبه العديد من المواقع الرسمية وشبه الرسمية للمكاتب الادارية واللجان المختلفة ثم جاء موقع إخوان ويب كموقع رسمي للجماعة باللغة الانجليزية في العام 2006 ليضيف اضافة هامة لاسطول الجماعة الالكتروني .
ياتي العام 2007 وما تلاه وتكتشف الجماعة الشبكات الاجتماعية علي الانترنت بعد أن توجهت اليها انظار العالم كله باعتبارها الثورة القادمة في مجال الاتاصالات وتبدا الجماعة في الاهتمام بمدونيها ويحدث ما عرف بحركة مدوني شباب الاخوان والتي فضلت أن اسميها الجيل الثالث للأخوان أو 3G ثم تلاحظ الجماعة أن الموضوع أكبر بكثير من المدونات وأن هناك العديد من الشبكات الاجتماعية المهمة علي الانترنت كفيس بوك وتويتر ويويتيوب ... الخ .
الي هنا ويجب أن نتوقف كثير عند الاسلوب التي انتهجبته الجماعة في التعامل مع تلك الشبكات الاجتماعية ففي البداية حاولت الجماعة التعامل معها عبر شبابها وكان التعامل الي حد ما مقبول الي ان ظهر فكر جديد في الجماعة - لا اعلم مصدره - قرر أن تمتلك الجماعة شبكاتها الخاصة !!
وهنا بدأت الجماعة في تدشين مجموعة من المواقع الغريبة والعجيبة التي سمعنا بها يوم انطلاقها ولعدة ايام ثم تختفي تماما مثل موقع إخوان تيوب وإخوان بوك وإخوان ويكي والمواقع الثلاثة هي تقليد طبق الأصل للمواقع يوتيوب وفيس بوك ويكيبيدا بالترتيب .
وهنا برزت الجديلة ، فالجماعة تري من ناحيتها أن المواقع ( الاصلية ) لا تخدم أهدافها وانه يجب أن تمتلك مواقعها الخاصة في حين ان الجماعة تناست ان فلسفة الشبكات الاجتماعية وسر قوتها هي أن الجميع موجودون علي شبكة واحدة وموقع واحد لا أن يتواجد الاخوان علي شبكتهم الخاصة واليساريون علي شبكتهم وهكذا .
ودعوني هنا اضرب مثلا طالما ضربته للشباب حينما نقوم بتدريبهم علي الشبكات الاجتماعية وهو مثال قناة الجزيرة ، فمما لا شك فيه ان الجزيرة بكل ما لديها من أموال وكوادر كانت قادرة أن تنشر مادة الفيديو الخاصة بها علي موقعها أو حتي ان تنشئ موقعا جديدا خاص بها باسم الجزيرة تيوب الا أن الجزيرة - شانها شأن أغلب القنوات الكبري حول العالم - فضلت ان تنشر مادتها كاملة - تقريبا - علي موقع يوتيوب لمشاركة الفيديو وكانت الفلسفة ببساطة أن مجتمع الفيديو علي الانترنت هو اليوتيوب وان من يبحث عن فيديو سيتوجه بشكل تلقائي الي يوتيوب ويبحث فيه .
الا أن الجماعة كان لها راي اخر ..
وهنا نعود الي موضوع الانتخابات فمن وجهة نظري أن الانتخابات كانت الدليل الاهم علي فشل نظرية الجماعة في المواقع البديلة والموازية فعلي سبيل المثال ومنذ عدة اسابيع دشن علي موقع فيس بوك العديد من الحملات لمناصرة مرشحي الاخوان في الانتخابات البرلمانية القادمة بالرغم من أن الجماعة تملك موقعها الخاص إخوان بوك الا أنها أرتائت أن تدشن حملاتها علي موقع الفيس بوك لانه وببساطة الاوسع انتشارا .
نفس المشكلة برزت مع اغلب الحملات التي خاضتها الجماعة في الاشهر الماضية كحملة الطالبة سمية التي تعرضت للضرب علي يد الحرس الجامعي بجامعة الازهر وحملة اصلاحيون وحملة رد الجماعة علي مسلسل وحيد حامد .
في كل تلك الحملات استغلت الجماعة الشبكات الاحتماعية الاصلية - وليست الاخوانية - في حملاتها وهو ما يضع الجماعة أمام تسأول وما فائدة شبكاتكم الاخوانية ؟ ولما لم يتم تدشين الحملات عليها ؟
ملاحظة أخري أود أن أتحدث عنها حول طريقة تعامل الاخوان مع الشبكات الاحتماعية وهي طريقة ( الحفظ ) التي تتبعها الجماعة في التعامل مع تلك الشبكات ، فالبحث مثلا علي موقع فيس بوك ستجد العشرات من المجموعات والصفحات لتأيد المرشحين الاخوان في الانتخابات لا فارق بينها سوي في بيانات المرشح وستشعر وللوهلة الاولي أن من قام بتنفيذها شخص واحد ، وهنا تبرز المشكلة فالتعامل مع الشبكات الاجتماعية يحتاج الي الابداع والتفكير والتطوير لا الي الحفظ والتلقين ولا الي التكرار الممل .
وهنا يحضرني مثال أخر وهو لشركة لبيع الزهور عبر الانترنت طلبت مني مساعدتها في اعداد حملة دعاية لها علي الانترنت باستخدام الشبكات الاجتماعية وبعد تفكير في الموضوع كان رأيي أن تدشن الشركة مجموعة علي موقع فليكر لمشاركة الصور لصور الزهور ترعاه الشركة وتقدم جوائز لافضل الصور التي تعرض فيه وتعرض فيه انتجاها فقط دون أن تنشئ صفحات لا حصر لها علي الفيس بوك بعنواين مثل " أشتري الزهور عبر الانترنت " و " شركة كذا لبيع الزهور عبر الانرنت " ... الخ .
تلك هي الازمة الحقيقية فالجماعة تحتاج الي ان تطورمن اسلوب تعاملها مع الشبكات الاجتماعية بشكل كبير في اوقت ذاته يجب عليها أن تتخلي عن بعض مواقع أمبراطوريتها الكترونية .
هناك تعليقان (2):
تدوينة عظيمة جدا يا احمد
اولا اكبرخطا للتدخل في الاومور الدينية لانك بشر ومتعرفشي مين الي حامي الاديان السمواية وبعدين بلاش تجدف علي الكنيسة واحب ان اقول انابحب المسيحي زي المسلم ولافرق بنهم لان الله يحب كل البشر سلام
إرسال تعليق