بدون الدخول في جدل حول "انحيازات" قبلية في هذا التحقيق، تتعلق بمفهوم مثل "التنصير". أعتقد أن هذه الانحيازات القبلية أفسدت التحقيق كثيرا وساقته مرغما إلى ما يريده الصحفي لا ما تشير إليه المعلومات.
أولا: عنوان التحقيق ومدخله يشيران لتنصير اللاجئين، بينما لا يتضمن التحقيق أي معلومات عن عمليات تنصير أو حالات تنصير أو كيفية تنصير.
ثانيا: التحقيق أخذنا في دهاليز جمعيات وجمع معلومات تتعلق برموز ما (تمويل مسيحي - لغة إنجليزية - صلبان على الحائط)، ولكن هل هذا كاف للقفز إلى أن هذه الجمعيات تقوم بالتنصير؟ التحقيق نفسه يشير إلى طلب المفوضية أي دعم لجمعيات اللاجئين وقولها أنها لم تتلق أي رد إلا من الجمعيات المسيحية الكاثوليكية. بالنسبة للغة الإنجليزية، فهناك جدل حول انتشار العربية في الجنوب قبل بدء مشكلة الانفصال، ولكن بعدها يتهم الكثيريون الحكومة الانفصالية في الجنوب بتغيير اللغة الأساسية في التعليم إلى الإنجليزية، ومن الطبيعي أن يكون هناك العديد من اللاجئين من الجنوب ممن لا يحسنون العربية، كما أن مثقفيهم وناشطيهم لغتهم الأولى هي الإنجليزية. لسنا في موقف تقييم ذلك، ولكن هذا أمر واقع لأسباب متعددة ليس من بينها التنصير، كما أن اللغة الإنجليزية ليست لغة تنصيرية أو أنها تشير لذلك قطعا! و فيما يتعلق بالصلبان والأناجيل في الجمعية التي يحرص أفرادها على تعريف أنفسهم بالجنوبيين، فإن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الجنوبين المسيحيين مقارب لعدد المسلمين هناك ( 17-18%) والباقي من ديانات وثنية، وكون المسيحيين منهم يعلقون رموزا دينية في مؤسسة يديرونها يشير ربما لتدينهم أو حتى تعصبم لدينهم، أين النتصير ؟ هل تشير إذن اللوحات القرآنية في فصول المدارس المصرية الحكومية إلى مؤامرة أسلمة للمسيحيين المصريين؟
ثالثا:التحقيق تارة يشير إلى أن "التمويل بلا شروط" ويهتم بذكر ذلك في عنوان فرعي - ربما لأنه يعتبر مثيرا للشبهات - ، ثم يعود ليقول أن كنيسة كل القديسين رفضت تمويل مدرسة تابعة لجمعية لأنها تشترك أن يدرس فيها الدين المسيحي. في الواقع يمكن رؤية هذا الشرط كاحتراز من الاتهام بالتصير، لأنها بهذا لن تمول إلا مدارس مسيحية. وبهذا يكون الشرط ليس مطلبا لكي تحققه المدارس ولكنه وصف ينطبق أو لا ينطبق. وكنت أتوقع أن تتوجه إلى الجهة الممولة للاستفسار عن شروط التمويل لحسم هذا الأمر. لأنه هكذا على حاله يبقى التفسير لصالح الجهة الممولة في رأيي، لأن افتراض أن هذه الجهة تشترط على مدرسة كل طلابها مسلمين تدريس الدين المسيحي لنيل التمويل، بهذه الفجاجة، هو افتراض أن هذه الجهة ينطبق عليها وصف "متآمر وأهبل"!
رابعا: هناك ديباجات لم يدعمها التحقيق بأي معلومات مثل " وَضْع اللاجئين في مصر جعلهم محلَّ أنظار منظمات التنصير العالمية التي تدافعت إلى استغلاله لتحقيق أهدافها، وكانت وسيلتها الأساسية في ذلك استغلال هذه الأوضاع التي تتمحور جميعها حول توفير احتياجاتهم الأساسية وإغرائهم بالأموال الطائلة عن طريق الجمعيات التي تهتم بشئون هؤلاء اللاجئين" هذه المقدمة هي أصلا موضوع الخلاف الذي من المفترض أن يأتي التحقيق ليقول بشانه شيئا، ولكن التحقيق يفتتح الكلام به باعتباره خلفية مثبتة أصلا، بينما لا يتضمن التحقيق نفسه أي معلومات تربط ما بين أوضاع اللاجئين السيئة وحاجتهم للتمويل الذي وفرته منظمات كاثوليكية وجمعيات تتحدث الإنجليزية وربما حتى لها انحيازات أو ميول مسيحية قوية من جهة وبين الطرف الآخر من المعادلة وهو "التنصير". وهو ما يعود إلى "أولا" مرة أخرى.
كل ما سبق هي تساؤلات صحفية تخص العلاقة بين معلومات التحقيق واستنتاجاته وديباجاته. ولا يدخل في الجدل حول التنصير نفسه وتعريفه ووجوده من عدمه والموقف منه.
العزيز عمرو لا تتصور كم تسعدني زيارتك وتعليقك بداية كان الغرض من تحقيقي الصحفي هو ابراز امر واحد هو ان هناك مشكلة كبيرة لدي الالاجئين في مصر وان هناك فئة واحدة مهتمة بهم لها اجندة خفية في ظل غياب دور المنظمات الانسانية الاخري سواء الاسلامية او اي منظمات اخري اما بخصوص العنوان فهو كما تعلم ليس من اختصاصاتي وانما من اختصاصات ديسك الموقع اما بخصوص منهجي في التحفقيق فقد حرصت علي اعطاء القارئ كل المشاهدات التي شاهدتها في الجمعيات دون مزايدات او نقص وتركت له الحكم دعنا نتفق ان المظاهر التي رايتها في الجمعيات تبث في اي نفس الريبة وان طريقة تمويل هذه المشاريع والجمعيات التي تمولها هي جمعيات مريبة التحقيق كان بمثابة فتح ملفات اما البقية فسوف تكون في تحقيق لاحق حول نفس الموضوع
هناك 4 تعليقات:
مش عارف اقول ايه يا معلم كده كتير
ايه يا ابني الموضوع الجامد ده
بس انت نسيت تروح العباسيه و احمد سعيد و حدائق القبه لان كل دي اماكن لاجئين برضه
بدون الدخول في جدل حول "انحيازات" قبلية في هذا التحقيق، تتعلق بمفهوم مثل "التنصير".
أعتقد أن هذه الانحيازات القبلية أفسدت التحقيق كثيرا وساقته مرغما إلى ما يريده الصحفي لا ما تشير إليه المعلومات.
أولا: عنوان التحقيق ومدخله يشيران لتنصير اللاجئين، بينما لا يتضمن التحقيق أي معلومات عن عمليات تنصير أو حالات تنصير أو كيفية تنصير.
ثانيا: التحقيق أخذنا في دهاليز جمعيات وجمع معلومات تتعلق برموز ما (تمويل مسيحي - لغة إنجليزية - صلبان على الحائط)، ولكن هل هذا كاف للقفز إلى أن هذه الجمعيات تقوم بالتنصير؟
التحقيق نفسه يشير إلى طلب المفوضية أي دعم لجمعيات اللاجئين وقولها أنها لم تتلق أي رد إلا من الجمعيات المسيحية الكاثوليكية.
بالنسبة للغة الإنجليزية، فهناك جدل حول انتشار العربية في الجنوب قبل بدء مشكلة الانفصال، ولكن بعدها يتهم الكثيريون الحكومة الانفصالية في الجنوب بتغيير اللغة الأساسية في التعليم إلى الإنجليزية، ومن الطبيعي أن يكون هناك العديد من اللاجئين من الجنوب ممن لا يحسنون العربية، كما أن مثقفيهم وناشطيهم لغتهم الأولى هي الإنجليزية.
لسنا في موقف تقييم ذلك، ولكن هذا أمر واقع لأسباب متعددة ليس من بينها التنصير، كما أن اللغة الإنجليزية ليست لغة تنصيرية أو أنها تشير لذلك قطعا!
و فيما يتعلق بالصلبان والأناجيل في الجمعية التي يحرص أفرادها على تعريف أنفسهم بالجنوبيين، فإن الإحصائيات تشير إلى أن عدد الجنوبين المسيحيين مقارب لعدد المسلمين هناك ( 17-18%) والباقي من ديانات وثنية، وكون المسيحيين منهم يعلقون رموزا دينية في مؤسسة يديرونها يشير ربما لتدينهم أو حتى تعصبم لدينهم، أين النتصير ؟
هل تشير إذن اللوحات القرآنية في فصول المدارس المصرية الحكومية إلى مؤامرة أسلمة للمسيحيين المصريين؟
ثالثا:التحقيق تارة يشير إلى أن "التمويل بلا شروط" ويهتم بذكر ذلك في عنوان فرعي - ربما لأنه يعتبر مثيرا للشبهات - ، ثم يعود ليقول أن كنيسة كل القديسين رفضت تمويل مدرسة تابعة لجمعية لأنها تشترك أن يدرس فيها الدين المسيحي. في الواقع يمكن رؤية هذا الشرط كاحتراز من الاتهام بالتصير، لأنها بهذا لن تمول إلا مدارس مسيحية. وبهذا يكون الشرط ليس مطلبا لكي تحققه المدارس ولكنه وصف ينطبق أو لا ينطبق. وكنت أتوقع أن تتوجه إلى الجهة الممولة للاستفسار عن شروط التمويل لحسم هذا الأمر. لأنه هكذا على حاله يبقى التفسير لصالح الجهة الممولة في رأيي، لأن افتراض أن هذه الجهة تشترط على مدرسة كل طلابها مسلمين تدريس الدين المسيحي لنيل التمويل، بهذه الفجاجة، هو افتراض أن هذه الجهة ينطبق عليها وصف "متآمر وأهبل"!
رابعا: هناك ديباجات لم يدعمها التحقيق بأي معلومات مثل " وَضْع اللاجئين في مصر جعلهم محلَّ أنظار منظمات التنصير العالمية التي تدافعت إلى استغلاله لتحقيق أهدافها، وكانت وسيلتها الأساسية في ذلك استغلال هذه الأوضاع التي تتمحور جميعها حول توفير احتياجاتهم الأساسية وإغرائهم بالأموال الطائلة عن طريق الجمعيات التي تهتم بشئون هؤلاء اللاجئين"
هذه المقدمة هي أصلا موضوع الخلاف الذي من المفترض أن يأتي التحقيق ليقول بشانه شيئا، ولكن التحقيق يفتتح الكلام به باعتباره خلفية مثبتة أصلا، بينما لا يتضمن التحقيق نفسه أي معلومات تربط ما بين أوضاع اللاجئين السيئة وحاجتهم للتمويل الذي وفرته منظمات كاثوليكية وجمعيات تتحدث الإنجليزية وربما حتى لها انحيازات أو ميول مسيحية قوية من جهة وبين الطرف الآخر من المعادلة وهو "التنصير". وهو ما يعود إلى "أولا" مرة أخرى.
كل ما سبق هي تساؤلات صحفية تخص العلاقة بين معلومات التحقيق واستنتاجاته وديباجاته. ولا يدخل في الجدل حول التنصير نفسه وتعريفه ووجوده من عدمه والموقف منه.
العزيز عمرو
لا تتصور كم تسعدني زيارتك وتعليقك
بداية كان الغرض من تحقيقي الصحفي هو ابراز امر واحد هو ان هناك مشكلة كبيرة لدي الالاجئين في مصر وان هناك فئة واحدة مهتمة بهم لها اجندة خفية في ظل غياب دور المنظمات الانسانية الاخري سواء الاسلامية او اي منظمات اخري
اما بخصوص العنوان فهو كما تعلم ليس من اختصاصاتي وانما من اختصاصات ديسك الموقع
اما بخصوص منهجي في التحفقيق فقد حرصت علي اعطاء القارئ كل المشاهدات التي شاهدتها في الجمعيات دون مزايدات او نقص وتركت له الحكم
دعنا نتفق ان المظاهر التي رايتها في الجمعيات تبث في اي نفس الريبة
وان طريقة تمويل هذه المشاريع والجمعيات التي تمولها هي جمعيات مريبة
التحقيق كان بمثابة فتح ملفات
اما البقية فسوف تكون في تحقيق لاحق حول نفس الموضوع
كريم
اشكرك لزوقك
وانتظر المزيد من المفاجات
إرسال تعليق