بيت السفير أحمد المصري بمغاغة |
من داخل مكان وصفته حيناها عبر حسابي علي تويتر بانه سرايا باشا أقطاعي من الاربعينات وتحديدا من داخل أحدي قري مركز مغاغة بمحافظة المنيا أعلن الدكتور محمد البرادعي علي أن التغيير في مصر لن يتم بمليون توقيع - كانوا هدف الجمعية الوطنية للتغيير وقت أنشائها - وأن التغيير يتطلب جمع خمسة ملايين بل عشرة ملايين توقيع - حسب قوله - .
لست هنا في مقام تقييم الدكتور البرادعي فهناك الالاف غيري ممن يتفانون في هذا العمل عبر وسائل الاعلام المختلفة حول العالم ولكني هنا في مقام تحليل رقم الخمسة أو العشرة ملايين ...
بعيدا عن مغاغة وقبل ايام حدثني أحد اعز اصدقائي وأكثرهم ثورة عن أحدي أفكاره الثورية الجديدة لتحريك الشعب المصري ضد الظلم وكانت فكرته تدور حول كيفية اجراء انتخابات حرة ونزيهة للبرلمان الموازي وأخذ يسترسل في تفاصيل فكرته وكيفية اجرائها الا انني فوجئت بنفسي اقول له " وهو الفيلم ده هيمثل كام واحد من الشعب ؟ " .
لا اخفيكم سرا بقية الحوار مع صديقي الثورجي دفعه الي التشاؤم والاحباط الا أن حواري معه ومن قبلها حديث البرادعي في مغاغة شغلوني طوال تلك المدة بسؤال طوال الفترة الماضية وهو
ابدأ الاجابة من طريقتي المفضلة وهي طريقة الرياضيات وبما أن الارقام لا تكذب ..
علي مدار اشهر طويلة وجهود مضنية وحملات طرق الابواب ومواقع الكترونية لم تستطيع الجمعية الوطنية للتغير وحلفائها من جمع اكثر من 900 الف توقيع علي بيان التغيير ، مع العلم أن الفصيل الأهم والأكبر في المعارضة المصرية وهم جماعة الأخوان المسلمين حشدوا جُل - أو ربما كُل - قوتهم لجمع التوقيعات علي بيان التغيير الا ان الحصيلة النهائية كانت لكل تلك القوي مجتمعه ومتحالفة هي 900 الف توقيع ، مع العلم ان من المفترض من الموقعين أنهم ليسوا فقط أعضاء تلك الحركات وأنما اعضائها ومناصريهم ومويديهم ومحبيهم - كما يرتبهم الاخوان - وحتي معارفهم واقاربهم ، تخيلوا معي كل هؤلاء افرزوا لنا 900 الف مواطن فقط !!
اذن فبالرياضيات فان قوي التغيير في مصر تتحدث باسم 900 الف مواطن من اصل 80 مليون مواطن اذن فهم يتحدثون باسم 1\80 من الشعب المصري تقريبا .
ظلننا طوال أعوام واعوام - والنون هنا تفيد أنني كنت احد الظانين - أننا "المُغَيِرُون " في مصر أو دعاة التغيير فيها نتحدث باسم جماهير الشعب العريضة ، نتحدث باسم الغالبية الساحقة وان هذا ما يعطينا الشرعية لنفعل ما نريد من أجل الوصول الي الهدف الاسمي وهو التغيير الا ان الحقيقة المرة التي افقت عليها أنا شخصيا أننا نحن "المُغَيِرُون " في مصر نتحدث باسم 900 الف مواطن فقط لا غير ..
ولعل الصورة لم تكتمل لدي الا بعد قرائتي لتدوينة الزميل أحمد ابو خليل والتي حلل فيها بعض الارقام والاحصائيات الخاصة بمصر وربطها بما لاحظه في مجتمع تويتر - موقع التواصل الاجتماعي الهام - ولعل تحيلي انا الاخر لاحصائيات ابو خليل وصلت الي بي قناعة اكبر ان قوي التغيير في مصر هي أحدي اقليات مصر .
اعود بكم الي حديثي مع صديقي الثورجي والذي اختتمته معه بقول " أن كنا نحن من يريد التغيير في البلد اقل من مليون شخص بين اكثر من 80 مليون شخص فانا اري أنه ومن الاسهل أن نترك مصر ونهاجر ، نتركها للاغلبية القانعة ببقاء الحال علي ما هو عليه " لا اخفيكم سرا يقفز هذا الحل في بعض الاوقات امامي وكانه الحل الأخير الا أنني وحتي الأن لم اقنع نفسي بان هذا هو الحل .
وحتي استطيع انا شخصيا أن أجد الحل ادعو زملائي ورفاقي واستاذتي من دعاة التغيير أو من "المُغَيِرُون " في مصر الي الوقوف علي حجم قوتهم الحقيقي وان كانوا يصرون علي التغيير فعليهم مبدأيا ان يجدوا استراتيجية تمكنهم من الحصول علي الاغلبية الحقيقية قبل أن يعلنوا عن انطلاق قطار التغيير .
هناك تعليق واحد:
الله معكم .. و يولى من يصلح
إرسال تعليق