عن الأزمة الأخيرة للإخوان أتحدث

فضلت الصمت طوال أيام عدة هي مدة أنتخابات مكتب الأرشاد التي جرت قبل أيام وصاحبها وسبقها وأعقبها الكثير من الجدل في وسائل الاعلام ، وكان القريبون مني يسالوني ولم الصمت ؟

تفضيلي للصمت جاء بناء علي تفضيلي لمراقبة المشهد من الخارج وبشكل دقيق ، فضلت أن أستمع جيدا وأحاول أن أحلل جيدا قبل ان أتحدث ، ولكن عما ساتحدث ؟

1- فضيلة المرشد العام الاستاذ محمد مهدي عاكف

كم أحب هذا الرجل فهو رجل قلما يقابل الانسان مثله في حياته - هذا علي المستوي الشخصي - أما علي المستوي الموسسي فبكل ثقة اقولها عاكف هو افضل مرشد مر علي الجماعة بعد الامام الموسس الإمام حسن البنا .

سالني أحد الصحفيين قبل فترة عن رايي في عاكف فقلت له كفي عاكف فخرا انه أخرج دعوة الاخوان من مرحلة السرية الي الجهر بالدعوة - وهما مصطلحان احب ان استخدمهما لوصف واقع الاخوان قبل 2006 و بعد 2006 - فقبل عاكف كان الاخوان يخشون أن أن يقولون نحن أخوان وكانوا احيانا ينكرون بسبب عدة أسباب لعل اهمها الهاجس الامني الي أن جاء عاكف وخرج بالاخوان في الشارع في مشهد لم نراه منذ عقود متتالية ولا ول مرة أصبح المنتمي للأخوان يقولها بكل صراحة أنا من الاخوان .

عاكف رجل دائما ما يبهرك ولعل ما فعله في أواخر ايامه في مكتب الارشاد أبهر الجميع وانا اولهم ، فقبل اسابيع ادعي البعض انه غضب من مكتب الارشاد لانه أجمع علي راي عدم تصعيد العريان في الوقت الذي رأي هو فيه وجوب تصعيده الا أنه فاجا الجميع خضوعه هو اول شخص للشوري بل وعمله وبشكل فاق كل التوقعات علي ارساء نوع من الاستقرار علي كيانات الجماعة قبل مغادرته كرسية بالمنيل يوم 13 يناير القادم .

فعاكف استفتي مجلس الشوري ورضخ لرايهم بتعجيل الانتخابات ليتم ما تم في مشهد رأيت فيه انا شخصيا قمة الديموقراطية والعمل بمبدأ الشوري الذي ارساه الاسلام ليضرب الاخوان في اقل من شهر أعظم مثالين علي الديموقراطية لم تشهد مصر مثيلا لهما الاول هو موقف العريان الذي سبق الاشارة اليه في تدوينة سابقة وهذا الموقف .

2- الدكتور محمد حبيب

يعلم الله ما اكنه لهذا الرجل فهو بحق انسان من النادر ان يتكرر ولكن هذا لا ينفي أن هناك بعض الملاحظات علي ما صدر منه في الايام الاخيرة ، فالدكتور حبيب نفسه هو اول من علمنا أن مشاكل الجماعة تحل داخل اطار الجماعة وانه لا يجوز بحال من الاحوال ان تتحول مشاكل الجماعة علي يد افرادها الي مادة للاثارة في وسائل الاعلام ، فبعيدا عن اعجابي بشخص الدكتور حبيب الا انني رايت بعض ما صدر من هفي الايام الاخيرة وخاصة بعض تصريحاته لوسائل الاعلام نوع من انواع الانحراف عن منهج الاخوان في علاج مشاكلهم الذي طالما لقنه لنا هو وأستاذتنا داخل الجماعة .

3- وبشكل عام

قضيت اغلب سنين عمري داخل رحاب الاخوان متنقلا بين مراحلها المختلفة وعلي طول هذه الاعوام لما اسمع قط عن القيادي فلان الفلاني المحافظ ا القيادي فلان الفلاني الاصلاحي ، بعض اصدقائي وصفوني بالاصلاحي من قبيل الفكاهة الا انني داخل الجماعة ومن اصغر اسرة جلست معها في اقصي نجوع مصر وحتي مكتب الارشاد بالمنيل لم أجد يوما أحد يفرق بين قيادات الاخوان بهذه الطريقة .

فالاخوان لا يعرفون عصام العريان الاصلاحي بل يعرفون عصام العريان مسول اللجنة السياسية ولا يعرفون د / محمود عزت المحافظ بل يعرفون د / محمود عزت أمين عام الجماعة ، هولاء هم الاخوان .

كلي ثقة انم اعضاء مجلس الشوري وهم يختارون مرشحيهم لمكتب الارشاد لم يقسموهم الي اصلاحيين ومحافظين بل رائوهم مجرد افراد يودون واجبهم نحو دعوة الله ونحو دينه .

لدي الكثير لاقوله ولكني كلما تذكرت ما قرائته في ركن الثقة - وهو أحد أركان البيعة عند الاخوان - أجد فيه ما يغني عن كل كلامي .

وفق الله مكتب الارشاد الجديد ووفق المرشد الجديد في التحديات التي من المتوقع ان تواجه الجماعة ومصر علي مدار الاعوام القادمة .