الأربعاء، 2 مارس 2011

يوميات مراسل ثائر - 25 يناير الانطلاقة

عارف كويس اني غبت عن مدونتي في الثورة والغيبة طولت ، بس أنا كان عندي وجة نظر ان الناس في الثورة لا تبحث عن وجهات نظر ولا تنظيرات علي مدونات وان الأهم لديها الاخبار السريعة ولذلك كان اهتمامي منصب عي حسابي علي تويتر .
أما الان وبعد كل ما حدث نصحني بعض الاصدقاء بتسجيل تجربتي في الثورة ورأيت أن الفكرة جيدة وخاصة أنني لم أكن كاغلب الثوار متمركز في مكان واحد أو محافظة واحدة فانا وبحكم عملي - كصحفي فيديو - كنت اتجول بشكل كبير بين محافظات مصر ومدنها ارصد الثورة بعدستي .
كانت العادة أن ادون باستخدام الصور الفوتغرافية ولكن هذه المرة سيختلف الأمر حيث سادون للثورة عن طريق الفيديو لانني وكما اوضحت طبيعة عملي كانت ترتكز علي تصوير الفيديو .
أخترت أن أسمي تلك التدوينات بيوميات مراسل ثائر لعدة أسباب أهمها انني وكما اوضحت لم أكن مجرد ثائر من الثوار بل كنت اودي عملي كصحفي يغطي الاحداث الا انني وفي الوقت نفسه أكتشفت في تلك الأحداث أنني لا أدوي عملي كما ينبغي علي اي صحفي ان يودي عمله فأنا وببساطة لم أكن محايدا بالمرة أثناء عملي علي تغطية أحداث الثورة وهو الاعتراف الذي اعترفت به لمديرتي في العمل مع اول يوم ثورة وتفهمت هي ذلك ، لهذا فاخترت ان يجمع العنوان بين انني صحفي ( مراسل ) وأنني ( ثائر ) .
البداية كانت كغيري من المهتمين بدأت بدعوة وصلتني عبر طرق عدة ( فيس بوك - تويتر - ميل .... الخ ) تدعوني للمشاركة في ثورة مصر يوم 25 يناير ، وكان وصف ثورة مصر غريب جدا علي بالرغم من متابعتي وانبهاري بما كان يحدث في تونس وقتها وكعادتي ايضا وكما حدث معي في اضراب 6 أبريل و غيره من الدعوات للتظاهرات الكبري بدأت غير متفائل بما سوف يحدث الا انني ومع اقتراب تاريخ يوم 25 يناير تحمست وبشكل كبير للدعوة وبدأت أشارك الزملاء والنشطاء في الدعوة لليوم ، ومع اقتراب تاريخ يوم 25 أكثر كان لابد أن أختار المكان الذي ساغطي منه أحداث ذلك اليوم وأمسكت ورقة وقلم وبدأت في تسجيل الأماكن التي دمت الدعوة فيها لتظاهرات كبري .
القائمة كانت طويلة وأماكن عدة توقع الجميع انها ستكون ساخنة وبالتاكيد علي راس القائمة كانت القاهرة لما لها من ثقل الا أنني قررت ان اخرج خارج مركز الثقل وانا اخرج خارج القاهرة ولااراديا وجدتني افكر في المحلة الكبري .
وللمحلة عندي تاريخ طويل مع المظاهرات بدأ من يوم 6 أبريل 2008 عندما قمت بتغطية ذلك اليوم التاريخي من المحلة وكنت اري دائما ان أي ثورة ان قدر لها أن تكون في مصر فستبدا من المحلة الكبري وقررت بالفعل أن اتوجه للمحلة .
مساء يوم 24 يناير استقلت سياراتي برفقة زميلي العزيز أحمد زكي الصحفي بالقسم الانجليزي بالمصري اليوم وزميلتي شيماء عادل الصحفية بقسم التحقيقات واتجهنا الي المحلة لنصل اليها في حدود العاشرة مساءا ونتجه راسا الي فندق عمر الخيام أكبر فنادق المحلة وكانت خطتنا هي عدم اظهار هويتنا الصحفية لاننا كنا نعرف من واقع خبرتنا في المحلة ان فنادق المحلة لا ترحب بالصحفيين بناء علي اوامر أمن الدولة ولحسن حظنا كان معنا اثباتات شخصية غير مثبت فها المهنة صحفي وبالفعل قمنا بحجز حجرتين ولكن وقبل مضي ساعة علي أنا وزميلي أحمد زكي داخل الحجرة فوجئنا بطرق علي الباب وفتحنا لنجد اثنان من موظفي الفندق يظهر عليهم علامات الخوف قالوا لنا " فيه اثنين ضباط امن دولة عايزنكم تحت ".
 في مطعم الفندق استقبلنا اثنان من ضباط امن الدولة بالمحلة عرفنا منهم أنهم شكوا فينا لان بطاقة زميلي مدون فيها المهنة " حاصل علي بكارليوس علوم سياسية " ثم انفرد كل ضابط منهم باحدنا وبدا تحقيق معه استمر لقرابة الساعة .
لم يكن هناك من مفر من الافصاح عن هويتنا الصحفيية وحاول الضباط خلال التحقيق الحصول علي مصادرنا داخل المحلة مع من نتحدث ... الخ الا اننا رفضما ايضاح اي معلومات .
وبعد انتهاء التحقيق غادرنا الفندق لنعود ويخبرنا موظف الفندق ان الضباط طلبوا منه في بداية الامر طردنا من الفندق وبعد رفضه بحجة اننا صعدنا للغرف طلب التحقيق معنا .
صباح يوم 25 فتحت شباك غرفتي والذي يطل علي قسم اول المحلة وجدت الميدان والقسم محاصرين بجحافل الامن المركزي وعندما خرجت انا وزملائي لتناول الافطار واخذ جولة بالمحلة لاحظنا ان سيارتنا مراقبة من قبل دراجة بخارية لم تتركنا للحظة .
كانت المحلة هادئة الامور تسير بطريقة طبيعة ما عدا ان هناك المئات من جنود الامن المركزي في كل ميدان من ميادين المحلة الرئيسية وكان الكل ينتظر الساعه الثانية ظهرا موعد انطلاق التظاهرات في كل مصر ، الا ان الاخبار بدات تتوراد من القاهرة عن خروج مظاهرات قبل الثانية وانها كانت ناجحة وهو ما اثار حماسة أهل المحلة ، وفي تمام الثانية ظهرا خرجت مسيرة بدأت باعداد قليلة من أمام مقر حزب الجبهة بالمحلة الا انها ومع الوقت بدأت الاعداد تتزايد ومع توارد أخبار المسيرات الحشادة التي كانت في القاهرة ونجاحها اكتظ ميدان الشون - أكبر ميادين المحلة - بالالاف من المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام ، وقبل حلول الليل كانت كل صور مبارك في المحلة قد تم تمزيقها .
ومع حلول الليل بدأت المصادمات بين الامن والمتظاهرين اعادتني بالذاكرة الي يوم 6 أبريل 2008 حيث شهدت مصادمات مشابه في نفس المكان .
ومع حلول منتصف الليل توالت الاخبار عن نجاح المتظاهرين في القاهرة من السيطرة علي ميدان التحرير فما كان مني الا ان انهيت عملي سريعا في المحلة وقررت وقتها انا والزملاء ان لا نبيت ليلتنا الا في ميدان التحرير " المحرر " .
أحدث يوم 25 يناير من المحلة رصدتها في هذا الفيديو 
 

هناك تعليق واحد:

Kellerentrümpelung Wien يقول...

الله معكم .. و يولى من يصلح

شارك مع اصدقائك

Share |